شبكة قدس الإخبارية

تسارع وتيرة اشتباكات الضفة.. ماذا يعني؟ 

emhi0
محمد أبو شنب

لا تقل حالات الاشتباك أو إطلاق النار الذي يسجله جيش العدو في الضفة عن 3 إلى 5 حالات يوميا في وتيرة تتسارع مع الوقت، ورغم الملاحقات والمداهمات اليومية ومحاولات الاعتقال وحتى الاغتيال إلا أن التقديرات تتنبأ بتزايد هذه الوتيرة وزيادة دقتها وقدرتها على إيقاع خسائر في العدو.

ماذا تعني هذه المحاولات؟

أولا: دخول جيش العدو في معركة استنزاف طويلة خاصة إذا ما أصبحت قادرة على إيقاع خسائر في صفوف العدو ورفع ثمن وفاتورة وجوده على أراضينا وكلما زادت مدة الاستنزاف زاد معها تشكل الوعي المضاد في ذهن العدو والبحث عن إجابة لجدوى تواجد جيشه في أماكن خسارته فيها أكثر من أرباحه خاصة حين تشكل تهديدا أمنيا مستمرا.

ثانيا: الضفة ومنذ عدة أعوام يتشكل فيها حراك ثوري جديد تتعاظم وتيرته ويتشكل وينتظم تحركه على الأرض مع الوقت ليدخل المحتل في حرب طويلة مضنية تعجز دول وجيوش عن الانخراط فيها.. في ظروف من الملاحقة والمتابعة وشح الإمكانات. وهذا يعكس شراسة وبطولة وعظمة المقاتلين الذين يستبسلون كل يوم بلا دروع ولا قذائف ليفسدوا هدوء المحتل ويثخنوا فيه.

ثالثا: هذا التعاظم في العمل المقاوم يبعث بالإحباط مما أقدم عليه العدو من خطط وإجراءات على جميع الأصعدة لتحييد وقتل التنظيمات الفاعلة والخلايا التي تشكل تهديدا وما قام به منذ عملية "السور الواقي" في تدمير البنية التحتية للمقاومة وقد استمر جيش الاحتلال بالتعاون مع كل قوى الأرض في ذلك حتى نهاية الـ٢٠١٠ ومع هذا يجد نفسه اليوم في تكرار لما يحاول كل يوم لمنعه وبطرق عنيفة وإجراءات يظن أنها رادعة.. تآكلت مع تعاظم الإرادة وكسر حاجز الخوف انعدام الخيارات لدى الجيل الحالي.

لا تزال هذه الحالة في طور التشكل والنمو والاتساع، والمطلوب من كل القوى والجهات القادرة على دعم وإسناد هذه الحالة أن يلتزموا بواجباتهم وكلنا يدرك ثمن ذلك.. لكن الغايات تستحق البذل وتستوجب التضحية.

والتحديات القادمة ستعقد أمامنا جميعا الخيارات.. وكل يوم يزيد معه صراعنا مع الوقت بجانب كل الجبهات التي نقاتل عليها.. جبهة توفير حياة كريمة وجبهة محاربة المحتل وجبهة العملاء والمتعاونين وجبهة المطبعين والمتخاذلين.